المختبر المتنقل لرصد بيئة الهواء

تماشيًا مع رؤيتها نحو تحقيق بلدية رائدة لمدينة عالمية، أطلقت بلدية دبي "المختبر المتنقل لرصد بيئة الهواء" كأحد المشاريع النوعية التي تنفذها الدائرة لتعزيز قطاع جودة الهواء بإمارة دبي، والذي تم تصميمه حصراً لبلدية دبي بمجموعة من الخصائص الفنية المتفردة التي تجعل منه الأول من نوعه في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى كونه أول مختبر متنقل بدولة الإمارات العربية المتحدة يحصل على المواصفة القياسية ISO/IEC 17025 الخاصة بالمتطلبات العامة لكفاءة مختبرات الفحص والمعايرة، ما مكّنه من تحقيق بصمة ريادية في مجال الرصد البيئي.
يعمل المختبر بمثابة غرفة عمليات بيئية متنقلة، لرصد مجموعة واسعة من ملوثات بيئة الهواء المتولدة عن العمليات التشغيلية والتصنيعية لمختلف القطاعات من خلال مجموعة من أنظمة وتقنيات الرصد المتقدمة، فمنذ بدء عمليات تشغيله في عام 2018، نفذ المختبر المتنقل مجموعة واسعة من المسوحات البيئية بمختلف المناطق بإمارة دبي، والتي شكلت مدخلات رئيسة في العديد من الدراسات البيئية التخصصية ودراسات الأثر البيئي الخاصة بالمشاريع التطويرية ومشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى مساهمتها في بناء قاعدة بيانات ضخمة لبيئة الهواء، تسهم بشكل فعّال في تمكين متخذي القرار من وضع الخطط المستقبلية التطويرية والتخطيطية على أسس علمية مدروسة تتماشى مع التحديات البيئية التي تشهدها الإمارة، بما يدعم تسخير أحدث التقنيات لتعزيز بيئة الهواء بالإمارة لإسعاد وخدمة قاطنيها وزائريها، ويعزز مكانتها كنموذج للمدن الذكية في العالم.

الأهداف الرئيسية

يسعى المختبر المتنقل إلى تحقيق مجموعة من الأهداف على الأصعدة الاستراتيجية والفنية والتوعوية، والتي تتمحور بشكل رئيسي حول تعزيز جودة بيئة الهواء بإمارة دبي، حيث يهدف المختبر المتنقل لرصد بيئة الهواء إلى بناء قاعدة بيانات لملوثات بيئة الهواء تدعم تطوير استراتيجيات وسياسات الحفاظ على جودة بيئة الهواء، هذا بالإضافة إلى توسعة نطاق الرصد، حيث أن مقدرته على التنقل تتيح إمكانية رصد نطاقات أوسع مقارنةً بمحطات الرصد الثابتة، مما يسمح له بالوصول إلى المناطق التي لا توجد بها محطات رصد جودة الهواء الثابتة وذلك لتكوين فهم أعمق حول حالة جودة الهواء في هذه المناطق، هذا إلى جانب دوره في التحقيق في الحوادث البيئية المتعلقة بتلوث الهواء والاستجابة الفورية للشكاوى وحالات الطوارئ البيئية، بالإضافة إلى المشاركة في حملات التوعية البيئية.

الخصائص الفنية

يتميز المختبر المتنقل لرصد بيئة الهواء بخصائص فنية متفردة مكّنته من تسجيل بصمة ريادية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك من خلال حصوله على عدة جوائز منذ إطلاقه في عام 2018، حيث حصل على جائزة الأفكار العربية في دورتها الثالثة عشر لعام 2018، بالإضافة إلى حصوله على شهادة تقديرية من منظمة جائزة الأفكار الأمريكية للعام نفسه، وعلى جائزة الطاقة العالمية للعام 2020. وتتضمن تلك الخصائص تزويده بما يقارب 20 تقنية رصد متطورة، تعمل على رصد نحو 100 عنصر ومركب من ملوثات الهواء كالملوثات السمية والمركبات العضوية المتطايرة ومحفزات الأوزون وتراكيز المعادن الثقيلة والغازات المسببة للروائح، بالإضافة إلى رصد مستويات التلوث الإشعاعي والضجيج وبيانات الأحوال الجوية، هذا فضلاً عن احتوائها على مجسات لرصد الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتعتبر تقنية "فحص التركيب الكيميائي الآني لعينات الهواء" أحد أبرز التقنيات التي يتفرد بها مختبر رصد بيئة الهواء المتنقل، والتي يتم من خلالها فحص وتحليل تراكيز المعادن الثقيلة في الهواء بأقل من 15 دقيقة مقارنةً بالمختبرات التقليدية.
كما يتميز أيضاً باحتوائه على أنظمة معايرة ذاتية وأنظمة اتصال ومراقبة ذاتية تعمل على تنبيه المراقبين عن وجود أية مخاطر محتملة خلال عملية الرصد في الموقع، بالإضافة إلى حزمة من البرامج الحاسوبية المتطورة لمعالجة وتحليل البيانات الملتقطة آنياً، وعرضها على شاشات العرض المتوفرة داخل المختبر المتنقل. ومن الجدير بالذكر بأن المختبر المتنقل يعمل بالوقود الحيوي وهو مزود بمحرك بمواصفات يورو 5 عالي الكفاءة، بالإضافة إلى مجموعة من الألواح الشمسية لإمداد الأجهزة والمعدات الملحقة به بالطاقة النظيفة.

برامج التوعية البيئية

إلى جانب الخدمات الفنية والاستراتيجية التي يوفرها المختبر المتنقل لرصد بيئة الهواء، يتم توظيفه أيضاً كأداة توعوية للمؤسسات التعليمية والأكاديمية ولعامة الجمهور حول قطاع بيئة الهواء وأهمية الحفاظ عليه، هذا حيث شارك المختبر المتنقل منذ بدء تشغيله بمجموعة واسعة من الحملات التوعوية التي نظمتها بلدية دبي والتي تنوعت فئاتها ما بين طلبة المؤسسات التعليمية والأكاديمية والجمهور. تضمنت هذه الحملات برنامج توعوي جاذب ومكثف، يعرّف حاضريه بماهية المختبر المتنقل لرصد بيئة الهواء وأبرز خصائصه ومواصفاته الفنية، بالإضافة إلى تعريفهم بأهمية عمليات القياس والرصد المستمرة لبيئة الهواء ودورها الأساسي في دعم عملية وضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية للمحافظة على بيئة الهواء.