القمر الاصطناعي البيئي دي إم سات 1

أطلقت بلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء القمر الاصطناعي (دي إم سات 1) في 22 مارس 2021، ليصبح أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي مخصص للأغراض البيئية. الأمر الذي يعتبر خطوة مهمة نحو مستقبل الرصد الفضائي البيئي، ويشكل فرصة استثنائية لبناء قدرات بحثية وفنية جديدة في مجالات البحث العلمي البيئي على المستوى المحلي، بالإضافة إلى مساهمته في فتح آفاق جديدة لتسخير تكنولوجيا الفضاء في سبيل خدمة القطاعات البيئية وتحقيق الاستدامة، حيث سيتم توظيف البيانات التي سيوفرها القمر في مجالات عدة مع إيجاد الحلول ووضع خطط طويلة الأمد لمواجهة تحديات تلوث المدن والتغير المناخي، واستشراف مستقبل الواقع البيئي في دبي، وتعزيز الدور الريّادي للإمارة في تبني مشاريع نوعية وإعداد أبحاث رائدة تدعم دراسة التغيرات المناخية.
كما تسعى بلدية دبي من خلال المشروع إلى تعزيز سبل الشراكة والتعاون المعرفي في مجال تبادل البيانات البيئية، وإجراء الدراسات والأبحاث المختلفة، مع مختلف الجهات المعنية على الصعيدين المحلي والدولي، كما سيعمل على تعزيز دور الإمارة والدولة في تنفيذ بنود اتفاقية باريس للمناخ وتعزيز التعاون مع المنظمات العالمية كمنظمة C40 المعنية بالتعاون والتنسيق بين مختلف مدن العالم حول قضايا تكيف المدن مع ظاهرة التغير المناخي.

الخصائص الفنية

يعد القمر الاصطناعي (دي إم سات 1) من ضمن أحدث أجيال الأقمار الصناعية النانومترية المخصصة لأغراض الرصد البيئي بوزنه الذي لا يتخطى 15 كجم، حيث تم تصميمه وفقاً لأحدث المعايير والتقنيات في هذا المجال ويتسم بقدرته على رصد البيانات الفضائية على ارتفاع حوالي 730 كيلومترًا فوق سطح الأرض من خلال عدة حزم طيفية وتحديداً الحزمة البصرية والحزمة تحت الحمراء التي تمكنه من التقاط مجموعة واسعة من البيانات البيئية والصور الجوية عالية الدقة لتراكيز ملوثات الجسيمات العالقة وبيانات انبعاثات الغازات الدفيئة والغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي، موفراً بذلك مجموعة كبيرة من البيانات الهامة متعددة الأغراض التي يمكن توظيفها بالبحوث والدراسات البيئية. ويتم التحكم بالقمر الاصطناعي من خلال جهازين حاسوبيين يعمل أحدهما على تأمين الاتصالات الأرضية وتخزين البيانات ويعمل الآخر على التحكم بالمشغلات الميكانيكية المسؤولة عن التوجيه الدقيق للقمر خلال عمليات الرصد، كما يتضمن القمر الاصطناعي منظومة فائقة الدقة لتحديد المواقع عن طريق نظام التموضع العالمي (GPS) تضمن دقة المرور على مواقع محددة بتوقيتات زمنية محددة لأغراض الرصد، ويتم تزويد القمر بالطاقة عن طريق ألواح تخزين الطاقة الشمسية، كما يتميز القمر بقدرته على تغطية مساحات شاسعة (برية وبحرية) وقدرته على الدوران حول الأرض بمعدل (14) مرة خلال اليوم الواحد، إضافة إلى قدرته على رصد نفس الموقع أكثر من مرة خلال مدة لا تتجاوز 3-5 أيام، معززاً بذلك نطاق تغطية الرصد بالإمارة، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الإمارة كنموذج يحتذى به على مستوى العالم في مجال المدن الذكية التي تسخر أحدث التكنولوجيات والأنظمة لسعادة وخدمة قاطنيها وزائريها.