شبكة رصد جودة الهواء والروائح

شهدت مدينة دبي خلال العقدين الماضيين تحولًا تنموياً ملحوظًا، فقد نجحت في توسيع اقتصادها من صيد الأسماك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ وتجارة الذهب لتصبح واحدة من المدن الرائدة على مستوى العالم في مجالات السياحة والشحن وغيرها من المجالات الاقتصادية والصناعية والطبية، وقد أدى التقدم السريع والتوسع الحضري غير المسبوق إلى ظهور تحديات بيئية مختلفة، يأتي في مقدمتها الحفاظ على جودة بيئة الهواء.
وسعياً من هذا المنطلق، فقد حرصت بلدية دبي منذ سنوات على تطوير شبكة متكاملة لرصد ملوثات الهواء، تضم عدداً ضخماً من محطات الرصد الآني، وتتضمن مجسات متطورة لرصد غازات أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والأوزون والجسيمات العالقة. هذا بالإضافة إلى رصد تراكيز العناصر المولّدة للروائح وبيانات الأحوال الجوية مثل سرعة الرياح واتجاهها ودرجة الحرارة والرطوبة، وذلك لدعم عمليات التقييم والتحليل الفني بمختلف المناطق بالإمارة بصورة شمولية. وقد تم تركيب محطات رصد جودة الهواء في مواقع استراتيجية مختلفة بالإمارة، حُددت بناءً على مخرجات دراسات مسح ونمذجة رقمية متخصصة، وتنوعت مواقعها ما بين مناطق سكنية وتجارية وصناعية ومحميات طبيعية، وغيرها من المناطق الترفيهية والحدائق والمتنزهات والمناطق ذات الكثافة المرورية العالية. وفي العام 2019، تم تتويج جهود الدائرة في هذا المجال بحصول شبكة محطات رصد جودة الهواء على جائزة "التفاحة الخضراء" ضمن فئة أفضل الممارسات البيئية.

ضمان الجودة وخطط التوسع

تعمل شبكة محطات رصد جودة الهواء وفق أفضل الممارسات العالمية، فهي حاصلة على اعتماد الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، وعلى شهادة المطابقة لمعايير الجودة الصادرة من الاتحاد الأوربي. وقد تم تزويد المحطات بأحدث تقنيات الرصد العالمية، لضمان دقة وجودة البيانات الملتقطة، هذا فضلاً عن توفر أفضل البرامج الحاسوبية المتطورة وبرامج الاتصال الملحقة بها، والتي تتيح إمكانية إرسال البيانات الملتقطة آنياً إلى قاعدة البيانات الرئيسية بالدائرة، ويتم تنفيذ عمليات الصيانة والمعايرة للمحطات بشكل دوري وذلك حفاظاً على كفاءتها التشغيلية بصورة مستمرة. كما تعمل بلدية دبي على توسعة شبكة محطات رصد جودة الهواء بما يتماشى مع خطط التوسع العمراني للمشاريع التطويرية ومشاريع البنية التحتية بالإمارة، إلى جانب حرصها على ترقية وتحديث التقنيات المستخدمة بالمحطات الحالية بصورة مستمرة لمواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة.